وانقضت أيام العيد سريعاً كما انقضى قبلها شهر رمضان، أكرمني الله بصديقات من كل جنس ولون، فكانت لدينا اجتماعات متعددة في العيد، وكنا نتلقى التهاني من الجميع (حتى من غير المسلمين) مما أشعرنا أننا في عرس كبير، وفي أحد تلك الاحتفالات أبدع منظمو الحفل بالترتيبات ولعل أجملها ذلك الطبق الكبير من الحلوى عند مدخل العمارة وبه ورقة تحتوي على تعريف بسيط عن العيد، بارك الله لهم وأدخل البهجة والسرور كما أدخلوها على قلوبنا.
ولاأجد أحداً يحتفل بالعيد ويسعد به مثل عمار (ابني الصغير) مع أني أشك أنه يعلم لأي سبب نحتفل إلا أن الحلويات والمشروبات تكاد تقضي على عقله الصغير فلا يرى غيرها ولا يسمع صوتاً غير خرفشة ورق الحلوى فيركض خلفها.
بدأ عشقي لحلوى (Alfajor) عندما وجدتها في أحد المخابز هنا، وهي عبارة عن طبقتين من البسكوت محشوة بطبقة من الكراميل، وأحبها دعاء وعمار وأصبحت العلبة الصغيرة المتوفرة في المحل لاتكفينا، فبحثت عن طريقتها ووجدتها في أحد المواقع، كانت النتيجة ممتازة، ولم اضطر بعدها إلى شرائها، إلا أنني أردت صنعها مرة أخرى في العيد وجربت طريقة أخرى وكانت تحتوي على النشا وهنا أحب أن أذكر أن من أكثر مايجعل الحلوى والبسكوت بصفة خاصة هشاً هو احتوائه على النشا، ولذلك فما إن تقع عيني على طريقة حلوى تحتوي على النشا أقوم سريعاً بتجربتها، وفعلاً كانت النتيجة رائعة.
الطريف في الأمر أني وحين البحث على الوصفة بدأت أقرأ عن تاريخها فوجدت أنها حلوى شعبية منتشرة في أسبانيا وأن الكلمة مشتقة من اللغة العربية (الفاخر) والغالب أنها جائت مع فتوحات موسى بن نصير إلى إسبانيا، وتصنع غالباً في الاحتفالات الموسمية ولا تزال الأجيال تتوارث طريقتها جيلاً بعد جيل، ويدخل العسل والبندق واللوز والقرفة في مكوناتها، ومن ثم نقلت إلى أمريكا مع أوائل السفن التي وصلت من أسبانيا إلى هناك، وانتشرت انتشاراًُ واسعاً في دول أمريكا اللاتينية، إلا أن الموجودة في أمريكا اللاتينية الآن تحتوي على مكونات مختلفة تماماً وهي ذات المكونات التي استخدمتها في طريقتي.
تحشى هذه الحلوى بالكراميل أو مايسمى بـ (Dulce de Leche)، وهو نوع كراميل ثقيل مصدرها أمريكا اللاتينية، ويباع هنا في السوبرماركتات، ويحضر بتسخين الحليب المكثف المحلى حتى يثخن قوامه ويغمق لونه، ممكن أيضاً الاستعاضه به بالشوكلاتة السهلة الدهن.
حلوى الفاخر (Alfajor)
المصدر http://www.chow.com/recipes/28373-alfajores بتصرف
المقادير
١ أصباع زبدة (مايعادل ٨ ملاعق كبيرة) في درجة حرارة الغرفة
١/٣ كوب سكر ناعم
٢ صفار بيضة
١/٢ ملعقة صغيرة فانيليا
١/٤ ملعقة صغيرة ملح
١/٢ ملعقة صغيرة بيكربونات الصوديوم
١ ملعقة صغيرة بيكن بودر
٣/٤ كوب دقيق
١ كوب نشاء الذرة
كراميل (Dluce de leche) للحشو
سكر ناعم للزينة
الطريقة
تخفق الزبدة مع السكر لمدة دقيقة، يضع عليها صفار البيض وتخلط لمدة دقيقة إضافية.
يضاف عليها النشا والدقيق والبيكن بودر وبيكربونات الصوديوم والفانيليا وتخلط حتى تصبح العجينة متماسكة ولكنها رخوة، تغلف بكيس بلاستيكي وتحفظ في الثلاجة لمدة 20 دقيقة.
تفرد العجينة على سطح مرشوش بالدقيق إلى سمك ١ سم، وتقطع على شكل دوائر صغيرة، وترص على صينية غير قابلة للإلتصاق مع مراعاة ترك مسافة ١ سم على الأقل بين كل واحدة والأخرى.
تخبز في فرن درجة حرارته ٣٥٠ درجة مئوية، لمدة ١٠ دقائق أو حتى تصبح ذهبية من الأسفل، تخرج من الفرن وتترك حتى تبرد تماماً.
تدهن كل واحدة بملعقتي كراميل صغيرة ومن ثم تغطى بقطعة بسكوت أخرى، ترش بالسكر الناعم قبل التقديم.
للوهلة الاولى ظننت انها ماكرون (macaron)! سأقوم بتجربتها بكل تأكيد لتعويض فشلي الذريع بعمل الماكرون.
شكرا لتعريفنا بهذه الوصفة الجديدة و المثيرة للاهتمام..
علي أن أعترف إني كذلك فشلت فشلاً ذريعاً في عمل الماكرون، جربي هذه الحلوى التي أؤكد لك أنها فرص فشلها لاتقارن بالماكرون، بالهناء والعافية..